بصراً فى مدينة العميان !!!
ساقه القدر إلى مدينة كل سكانها من العميان ، لقد ظن الرجل فى البداية
أنه سيملك القوم عملا بقاعدة " الأعور وسط العمي مفتح "
و الرجل ليس أعور إنما هو مبصر تمام الإبصار
لكنه لم يلبث أن اكتشف حقيقة الأمر و أدرك أنهم يريدونه مثلهم
بل لن يقبلوه إلا لو كان مثلهم أعمى!!
إن طول فترة مباشرتهم للظلام جعلهم يبغضون الضياء و لا يتصورون أن يكون من
بينهم من يبصر ذلك الضياء و يرى الدنيا بلون آخر خلاف اللون الحالك الذى يغشى
مدينتهم الكئيبة لذلك عاملوه كالمجنون و طالبوه أن يفقأ ذلك العضو الغريب
الذى يجعله
مختلفا و يجعله يقول أشياءً و يرى أمورا غير التى ألفوها و اعتادوا عليها و
ذلك إذا ما
أراد التعايش معهم لقد طلبوا منه أن يفقأ عينيه و لقد كاد أن يفعل الضغط
الدائم
و الاستهجان المتواصل و الرفض المستمر لما يقول و يرى جعله يقدم على تلك
الخطوة ليستطيع الاندماج والقاعدة تقول " اللى زى الناس ما يتعبش"
لكن بطل القصة تراجع فى آخر لحظة و قرر الاحتفاظ بعينيه قرر ألا يكون إمعة
قرر ألا يطمس بصره ليكون مثلهم و يعيش بينهم فى سلام
لقد قرر أن يرى حتى لو كان ما يراه مختلفا.....
للأسف كثير من مبصرى اليوم لم يفعلوا مثله و قرروا أن يركعوا للضغط و ينحنوا
للموجة قرروا أن يخوضوا مع الخائضين حتى لو خالف ذلك ما يرونه و يعتقدونه
حتى لو خالف ذلك ضمائرهم و مبادئهم إن كان قد بقى منها شىء
هان عليهم أن يطمسوا النعمة التى أنعم الله عليهم بها فقط ليكونوا مثل الغير
نعمة البصر و البصيرة ....
رضوا بالظلام و ليله الحالك فقط ليكونوا مثل غيرهم وصاروا عميانا
بين العميان فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التى فى الصدور
كتبها فى مطلع القرن الميلادى الماضى هـ . ج
هل أعجبك الموضوع
0 التعليقات:
إرسال تعليق