الأربعاء، 14 أغسطس 2013

بصراً فى مدينة العميان





بصراً فى مدينة العميان !!!

ساقه القدر إلى مدينة كل سكانها من العميان ، لقد ظن الرجل فى البداية

 أنه سيملك القوم عملا بقاعدة " الأعور وسط العمي مفتح "

و الرجل ليس أعور إنما هو مبصر تمام الإبصار

لكنه لم يلبث أن اكتشف حقيقة الأمر و أدرك أنهم يريدونه مثلهم

بل لن يقبلوه إلا لو كان مثلهم أعمى!!

إن طول فترة مباشرتهم للظلام جعلهم يبغضون الضياء و لا يتصورون أن يكون من

بينهم من يبصر ذلك الضياء و يرى الدنيا بلون آخر خلاف اللون الحالك الذى يغشى

مدينتهم الكئيبة لذلك عاملوه كالمجنون و طالبوه أن يفقأ ذلك العضو الغريب
الذى يجعله

مختلفا و يجعله يقول أشياءً و يرى أمورا غير التى ألفوها و اعتادوا عليها و
ذلك إذا ما

أراد التعايش معهم لقد طلبوا منه أن يفقأ عينيه و لقد كاد أن يفعل الضغط
الدائم

و الاستهجان المتواصل و الرفض المستمر لما يقول و يرى جعله يقدم على تلك

 الخطوة ليستطيع الاندماج والقاعدة تقول " اللى زى الناس ما يتعبش"

لكن بطل القصة تراجع فى آخر لحظة و قرر الاحتفاظ بعينيه قرر ألا يكون إمعة

قرر ألا يطمس بصره ليكون مثلهم و يعيش بينهم فى سلام

لقد قرر أن يرى حتى لو كان ما يراه مختلفا.....

للأسف كثير من مبصرى اليوم لم يفعلوا مثله و قرروا أن يركعوا للضغط و ينحنوا

للموجة قرروا أن يخوضوا مع الخائضين حتى لو خالف ذلك ما يرونه و يعتقدونه

حتى لو خالف ذلك ضمائرهم و مبادئهم إن كان قد بقى منها شىء

هان عليهم أن يطمسوا النعمة التى أنعم الله عليهم بها فقط ليكونوا مثل الغير

نعمة البصر و البصيرة ....

رضوا بالظلام و ليله الحالك فقط ليكونوا مثل غيرهم وصاروا عميانا

 بين العميان فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التى فى الصدور

كتبها فى مطلع القرن الميلادى الماضى هـ . ج




هل أعجبك الموضوع

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More